حصن منيع بوجه العولمة

العروبة والإسلام حصن منيع بوجه العولمة

  • العروبة والإسلام حصن منيع بوجه العولمة

اخرى قبل 6 سنة

العروبة والإسلام حصن منيع بوجه العولمة

د.سالم سريه

 لقد كتبت عشرات الكتب وعقدت عشرات المؤتمرات واللقاءت التلفازيه عن العولمه وإيجابياتها ومخاطرها .ونظرا لوجود التباس حول مفهومها وعمقها اكتب هذه الكلمات . في البدايه لنقل ان كلمة قالب حتى تصبح قولبه تحتاج الى طرف خارجي .وهكذا كلمة الكون globe تصبح كوننه globalization)) او ما اصطلح على تسميته العولمة وهي تختلف كليا عن معنى العالميه .فالعولمة او أمركة العالم وجعله في القالب الأمريكي للهيمنة عليه هو غاية العولمة المتعددة الأشكال .ورغم ان هذا المفهوم بصيغته الإقتصادية في بداية الثمانينات كان من صنيعة مستشار ريغان ومستشار تاتشر الا انه بالتاكيد ليس مفهوما اقتصاديا بحت –رغم ان الإقتصاد جوهره – بل اخطبوط متعدد الأذرع –سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وثقافيا لغزو الشعوب وتركيعها في ظل الثورة العلميه الرقميه( –انترنت ,واقمار فضائيه وتكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الإجتماعي والثورة في عالم الإتصالات والقنوات الفضائيه وغيرها وغيرها .) وفي ظل تمركز راس المال العالمي في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونشؤ الشركات الصناعيه العملاقه (سيارات وطائرات واسلحة ...الخ) العابرة للحدود والقارات وتضاعف عشرات المرات اصحاب المليارات في امريكا بحيث ان شخص واحد مثل بيل غيتس يمتلك ثروة تعادل اضعاف الدخل القومي للعديد من الدول وهكذا روزبرغ وغيره . وسأقتصر حديثي هنا عن العولمة الثقافيه كوجه من وجوه العولمه.اقول عندما اخترع التلفاز كان يقال انه اصبح للابن اب ثالث .يوجهه ويؤثر عليه .اما الآن فقد اصبح دور الوالدين في التربيه والتوجيه هامشيا .لأن هناك ضخ الثقافي خارجي من خلال الأنترنت وما يتفرع عنها من الأقراص المدمجه واليوتيوب وغيرها وكل هذه المصادر اصبحت هي التي تصيغ خارطة الوعي في عقول الجيل الجديد واصبح الأهل في واد والأبناء في واد آخر. فالموضه في الألبسه وقص الشعر والموسيقي ونهم الإستهلاك وشراء كل جديد اصبح يتغلغل في النفوس واصبح حب الإقتناء لغرض الإقتناء والظهور بمظهر التحضر –طبعا قشور التحضر- هو المعيار السائد .واصبحت صناعة السينما الأمريكيه تضخ المليارات لإنتاج الأفلام التي تخدم استراتيجيتها لغزو العقول ومسخ هوية الشعوب .جتى فرنسا تخوفت من الآمركة حفاظا على لغتها فشرعت قوانين تحد من عرض الأفلام الأمريكيه في تلفازها وعززت اواصر الدول الفرنكفونيه الناطقه بالفرنسيه. .ان الهدف من الأمركة هو ان تقلد النمط الأمريكي في كل شئ تشاهده على الإنترنت .لذلك ليس صدفه ان تجد العديد من المفكرين مثل يوسف عصيد الأمازيغي المغربي وغيره ممن ينحرون العروبه والقوميه العربيه ومعه بعض المثقفين المصريين ينحون نفس المنحى ويختارون الجوانب المظلمة من التاريخ العربي لذبحه من الوريد الى الوريد وكان سعيد عقل في لبنان قد سبقهم بدعوته للغة الفينيقيه قبل ذلك .اما القنوات التي تفتك بالإسلام فحدث ولا حرج ويستخدمون الأحاديث النبويه الضعيفه او الملغومه من قبل الفرس لشن حمله لا اول لها ولا أخر بحجة تنقية الإسلام اوتجديده لغرض نسفه من جذوره خاصة في مصر والمغرب .اذن اللغه العربيه والتاريخ العربي والهويه العربيه والإسلام الحنيف الذي هو روح الأمه كلهم يتعرضون للههجوم الضاري لكي نتخلى عن هويتنا وتراثنا .ان العولمة الثقافيه تخلق شخصيه مشوهه تتسم بالاغتراب والإغتراب يؤدي بطبيعة الحال الى فقدان الحوهر هذا اذا لم تتوفر مقاومة صد الإنبهار بالغرب والتمسك بالجذور الوطنية والقومية . انه بفضل الهاتف الذكي والتلفاز اصبحت امريكا تتسلل الى عقولنا ونفوسنا وحتى لأطفالنا وهم يحملون الهواتف الذكيه ويقضون ساعات طويلة على الإنترنت .انني لا ادعوا الى الإنغلاق والتقوقع عن معطيات العصر الحضاريه ابدا. وانما ادعوا للاستفاده بنهم من كل ما هو ايجابي من هذه المعطيات .والحصن الأخير لتفادي محاطر العولمه هو تعزيز وتعميق المفاهيم الوطنيه والقوميه بنفوس الجيل الجديد والإعتزاز باللغة العربيه والتمسك بالإسلام حيث جافظ القران الكريم على اللغة العربية من الإندثار .واذا قضي على الإسلام روح الأمه فقد قضي عليها للابد.

التعليقات على خبر: العروبة والإسلام حصن منيع بوجه العولمة

حمل التطبيق الأن